العرب يسموه الخليج العربي و أيران تسميه الخليج الفارسي وهو الممر المائي الفاصل بين إيران من جهة وشبه الجزيرة العربية من جهة أخرى مساحته ٢٥١٠٠٠ كيلومتر مربع وعرضه يتراوح بين ٥٦ كيلومتر الى٣٥٠ كيلومتر وأقصى طول هو٩٩٠ كيلومتر ومتوسط عمقه ٥٠ مترا ويبلغ المجموع العام لطول الساحل على الخليج نحو 3300 كم يمتد من بحر العرب جنوبًا إلى شط العرب شما ًلً كذراع من المحيط الهندي
وتصب فيه أنهار منها أروند و كارون وشط العرب وتطل عليه 8 دول هي: إيران والعراق والكويت والسعودية والبحرين وقطر والإمارات وعمان ويوجد به عدة جزر هي قشم وكيش و خارك و لًوان وجزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى وللخليج أهمية اقتصادية كبرى؛ فهو يحتوي على العديد من المعادن أهمها (النفط)
بكميات كبيرة حتى يعتبر الخليج مخزن نفط العالم.
الأسماء التاريخية للخليج
أقدم اسم معروف هو اسم “بحر أرض الإله” ولغاية الألف الثالثة قبل الميلاد ثم أصبح اسمه “بحر الشروق الكبير” حتى الألف الثاني قبل الميلاد وسمي “بحر بلاد الكلدان” في الألف الًول قبل الميلاد ثم أصبح اسمه “بحر الجنوب” خلال النصف الثاني من
الألف الأول قبل الميلاد.
سماه الآشوريين والبابليين والأكاديين: “البحر الجنوبي” أو “البحر السفلي” ( lower sea). ويقابله البحر العلوي (upper sea) وهو البحر الأبيض المتوسط كما أطلق عليه الآشوريون نارمرتو أي “البحر المر (bitter sea)
أول من أطلق تسمية (بحر فارس) هو الإسكندر الأكبر بعد رحلة موفده أمير البحر نيار كوس عام 326 ق. م. وبقي متداولًً بطريق التوارث وعن طريق اليونان تسربت التسمية للغرب واستعملها بعض العرب كذلك.
• سماه الرومان “الخليج العربي “وممن أطلق تلك التسمية المؤرخ الروماني بليني في القرن الأول للميلاد
• سماه العرب “خليج البصرة” أو “خليج عمان” أو “خليج البحرين” أو “خليج القطيف” لأن هذه المدن الثلاث كانت تتخذه منطلقاً للسفن التي تمخر عبابه وتسيطر على مياهه ويعود اسم “بحر البصرة” إلى فترة الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي ونجد النحويون الأوائل يستعملونها مثل الخليل بن الأحمد الفراهيدي في القرن الثامن
الميلادي كما استعملها الجغرافيون مثل ياقوت الحموي والمؤرخون مثل الذهبي وإن كان اسم “بحر فارس” شائعاً كذلك في العصر الإسلامي، حتى أن البعض قد يستعمل الإسميين معاً في نفس الصفحة
كما أسماه بعض العرب أثناء الخلافة العباسية “خليج العراق، لكن تسمية الخليج العربي ظلت معروفة منذ قبل الإسلام واستمرت إلى ما بعد الإسلام لدى سكان شبه الجزيرة وما جاورها.
سماه العثمانيون “خليج البصرة” (بصرة كورتري). النزاع حول الًسم وجهة نظر إيران
ليس الخلاف بين العرب والإيرانيين مجرد خلاف لفظي/اسمي. وإنما هو خلاف يعكس صراعاً سياسياً وقومياً ومذهبيا ذا أبعاد ومضامين استراتيجية، خلاصتها من له الهيمنة على الخليج، على مياهه وجزره و نفطه، ومواقعه الًستراتيجية وأمنه وثرواته. سمي الخليج الفارسي بسبب النفوذ القوي والتاريخي لإيران وترى أنها تعتبر “الخليج الفارسي” هي التسمية الوحيدة التي أطلقت على الخليج، وتنكر وجود أي اسم آخر. ومنعت أيران مؤسسةناشينول جيوغرافيك عن كتابة اسم الخليج العربي إلى جانب الخليج الفارسي، في أطلسها الجديد واتهمت المؤسسة باستلامها الرشاوي من بعض الحكومات العربية لأنها قررت تشويه واقع تاريخي لً يمكن نكرانه واتهموها كذلك بأنها قامت بذلك بتأثير من اللوبي الصهيوني مع أن إسرائيل تستعمل مصطلح “الخليج
الفارسي”. عبثاً حاولت مؤسسةناشينول جيوغرافيك أن تشرح أسباب زيادة صفة “الخليج العربي” إلى الخليج الفارسي، بأن هناك من يعرف الذراع البحرية بالخليج العربي. ولً بد من التفريق بينها وبين بحر العرب القريب منها والواقع بين مضيق هرمز والمحيط الهندي لكن الإيرانيين غير مستعدين لسماع أي تبرير، لأن اسم الخليج الفارسي «صار جزءاً لً يتجزأ من الهوية القومية الإيرانية. ويحتفل الإيرانيون في يوم 30 أبريل من كل عام باليوم الوطني للخليج الفارسي، في ذكرى انتصار الأسطول الإيراني على الأسطول البرتغالي في مضيق هرمز وإنهاء وجوده في الخليج عام 1602م.
يرى مؤيدو إيران التالي: 1. اسم “الخليج الفارسي” محايد سياسياً. 2. اسم “الخليج الفارسي” هو الًسم الوحيد المعتمد من الأمم المتحدة

3. اسم “الخليج الفارسي” هو الًسم الوحيد في التاريخ لوصف هذا الخليج بينما اسم “الخليج العربي” ولً يستند إلى أي حقائق تاريخية.
وجهة نظر العرب
يرى العرب أن اسم “الخليج العربي” تاريخي وقديم كما أن قسم كبير من سواحل الخليج تملكه بلدان عربية، وحتى السواحل الإيرانية ما تزال تقطنها قبائل عربية وبالتالي فمن الأولى تسمية الخليج وفق الشعب الذي يعيش حوله.
ويرى مؤيدو العرب التالي:
1. يرون أن النزاع على الًسم يعكس صراعاً سياسياً ذا أبعاد ومضامين استراتيجية. ولذلك ترفض إيران بشدة أي مصطلح آخر بما فيها الًسم الأكثر حيادية: “الخليج” (The Gulf) بدون ذكر كلمة عربي أو فارسي.
2. كون اسم Persian Gulf معتمداً في وثائق الأمم المتحدة الإنكليزية، لً يعني منع أي منظمة أخرى من استخدام اسم Arabian Gulf. وهذا كذلك لً ينسحب على اللغات الأخرى بدليل أن الأمم المتحدة نفسها تستعمل لفظة الخليج العربي في وثائقها العربية. ومعلوم أن اللغة العربية هي من اللغات الرسمية الستة في الأمم
المتحدة. 3. استعملت الشعوب المختلفة أسماء كثيرة لوصف هذا الخليج، ابتداء من عهود السومريين والبابليين إلى الوقت الحاليو هناك خرائط تعود إلى عدة قرون ماضية سمي فيها الخليج بـ “الخليج العربي”، وإنما عبد الناصر أعاد هذه التسمية مع المد القومي العربي في الستينات
عندما تكونت الأرض والأنهار والبحار والمحيطات لم يطلق عليها مسميات ثابتة، لكن تغيرت هذه المسميات بقوة الدول المطلة عليها لذا كان الخليج يسمى ً فارسيًّا عندما كانت الإمبراطورية الفارسية في أوج قوتها ثم سمي الخليج العربي وأيضا خليج البصرة أبان الدولة العثمانية، وحالها كحال البحار الأخرى مثل البحر الأحمر كان يسمى بـ “القلزم”،وأي ًضابحرقزوينوسميبعدذلكبنفسالًسم،وبصرفالنظرعماإذاكانت التسمية خلي ًجا فارسيًا أو عربيًّا؟ فهذه مسألة أصبحت تاريخية ومن حق كل طرف أن يطلقعلىالمنطقةالجغرافيةالًسمالذييراهصال ًحاله،وهناكأقاليموأنهاروخلجان في العالم تسمى بأشكال مختلفة مثل خليج العقبة والذي يسمونه العرب والعالم هكذا بينما تسميه إسرائيل بـ “خليج إيلات” وهذه مسألة تاريخية وهناك سوابق
للتسميات المزدوجة.
أخيرا أرى أن قضية تسمية الخليج قضية هامشية ويجب التركيز على المصالح المشتركة بين دول الخليج وإيران بدلًً من العودة إلى دعاوى الصراع العربي أو الإيراني، ويبقى الخليج هو الخليج مهما كانت التسمية وكثير من البحار في العالم لها أكثر من

تسمية منها بحر المانش والذي يصل ما بين بريطانيا وفرنسا، حيث في الجانب الفرنسي يطلقون عليه اسم، والجانب البريطاني يطلقون عليه اسم آخر، ويبقى الخليج رابطا لشعوب مسلمة لها تاريخ ومصالح مشتركة مهما كانت التسمية.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.