مُستقبلٌ بدون استخدام طاقة نووية؟
أحيت اليابان خلال هذا الشهر الذكرى العاشرة التي وقعت في 11 أذار/مارس 2011 لأسوأ كارثة طبيعية في الذاكرة الحية لليابان وهي ثاني أسوأ حادث نووي في تاريخ توليد الطاقة النووية بعد حادثة تشيرنوبيل ، في شمال أوكرانيا السوفيتية، عام 1986 وتعد أكبر كارثة نووية شهدها العالم.
تسبب زلزال بقوة 9 درجات على مقياس ريختر بحدوث تسونامي وارتفاع الأمواج العاتية الناتجة عن الهزة الرئيسية الى مقتل 15891 شخصاً وفقدان 2579 شخصاً في الكارثة، و كذلك تسبب التسونامي بأضرار بالمولدات الكهربائية الاحتياطية مما أدى لفقدان محطة فوكوشيما دايتشي (رقم واحد) لتوليد الطاقة النووية الواقعة في شمال اليابان على ساحل المحيط الهادي قدرتها الرئيسية على تبريد المفاعل النووي ممَّا أحدث أضراراً بالغة في قلب المفاعل وانصهاره الذي أدَّى الى تلويث منطقة قطرها 30 كلم بالإشعاع، ما جعل مناطق شاسعة غير صالحة للسكن و تم إجلاء السكان لبعض المدن القريبة وإعادة توطينهم. واتُخِذَت هذه التدابير استناداً إلى اعتبارات السلامة من الإشعاع وإلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية.
عانى سكان فوكوشيما النازحون من آثار نفسية واجتماعية لحقت بصحتهم النفسية عقب إعادة توطينهم، كما تفككت الروابط الاجتماعية لدى السكان الذين فقدوا منازلهم ووظائفهم، وتفككت الروابط الأسرية كما تم الإبلاغ عن حدوث مشاكل نفسية من الاضطرابات الانفعالية والاضطرابات السلوكية بين الأطفال.
كان حادث فوكوشيما النووي، لا سابق له في حجمه وطبيعته. وتم استخلاص عدد من الدروس من قبل بعض البلدان حيث كان الحادث لألمانيا وسويسرا بمثابة إعلان عن بداية النهاية لاستخدام الطاقة النووية وحددت ألمانيا مهلة تنتهي في 2022 للتخلص التدريجي من الطاقة النووية وقررت سويسرا أن تفعل الشيء نفسه مع الإبقاء على بعض المواقع حاليا وتنوي بلجيكا الانتهاء من ذلك بحلول 2025.
على العكس قررت دول أخرى الاستثمار في مصدر الطاقة هذا الذي يُعتبر ضروريا لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري ومن بينها تركيا والإمارات العربية المتحدة وروسيا البيضاء وبنغلاديش، كذلك ترغب دول أخرى لا سيما تلك التي لا تزال تعتمد على الفحم الذي يسبب تلوثا كبيرا، دخول الصناعة النووية (بولندا) أو تطوير قطاعها القائم (الجمهورية التشيكية).
يدرك الكثيرون أنه لكي يكون لإنتاج الطاقة النووية مستقبل، تحتاج الصناعة بأكملها إلى إصلاح شامل بسبب الحوادث السابقة إلا أن جاذبية الطاقة النووية لأنتاج الكهرباء على نطاق واسع مع الحد الأدنى من الانبعاثاتالحرارية تظل جذابة فمعدل انبعاثاتها المنخفض هو السبب في أن فريق الأمم المتحدة الدولي المعني بتغير المناخ يوصي بمضاعفة القدرة النووية في العالم بحلول عام 2050.
2 comments
Join the conversationUrban Reform - March 27, 2021
With the many barriers to and risks associated with an increasing use of nuclear energy include operational risks and the associated safety concerns.
Still , the world has to work for nuclear as a zero-emission clean energy and go for green planet culture.
Civilisation is in imminent danger because of growing pollution comes mainly from the burning of fossil fuels for energy sources .
Engr.Ahkam Al Taee - March 31, 2021
مشاريع توليد الكهرباء بالطاقة يكون بناءها عالي الكلفة ولكن كلف التشغيل ليست عالية وخصوصا للدول غير نفطية مثل تركيا وبنغلاديش