Publications

تغير المناخ في العالم وأثره على البيئة الطبيعية

0

في العقود الأخيرة  شهد العالم زيادة في متوسط درجات الحرارة،وزيادة هطول الأمطار، والمزيد من الظواهر الجوية المتطرفة. من المتوقع أن تستمر هذه الاتجاهات خلال السنوات القادمة نتيجة لزيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن النشاط البشري.

حسب دراسات وكالة ناسا للفضاء، فإن معدل درجة حرارة الأرض ارتفعت بقيمة 0.9 درجة مئوية منذ القرن التاسع عشر، وهذا الارتفاع هو عشر أضعاف معدل الارتفاع الذي شهدته الكرة الأرضية في العصر الجليدي، وتعتبر تحليلات ناسا هي الأدق كونها تمتلك أكثر الأجهزة تطورا على الأرض وفي الفضاء.

تغير المناخ في العالم له تأثيرات واسعة النطاق على البيئة الطبيعية والأنسان حيث ترتفع متوسط درجات الحرارة السنوية فوق اليابسة بمقدار 1.7 درجة مئوية منذ عام 1948. وأصبحت الظواهر الجوية المتطرفة مصدر قلق متزايد.

تشمل الأحداث المناخية المتطرفة التي تثير القلق الأكبر في كندامثلا كهطول الأمطار الغزيرة وتساقط الثلوج وموجات الحر والجفاف. وهي مرتبطة بالفيضانات والانهيارات الأرضية، ونقص المياه، وحرائق الغابات، وانخفاض جودة الهواء، فضلاً عن التكاليف المتعلقة بالأضرار التي لحقت بالممتلكات والبنية التحتية، وتعطل الأعمال، وزيادة الأمراض وزيادة الإصابة بضربة الشمس وأمراض الجهاز التنفسي وموت العشرات.

وإذا استمر ارتفاع درجة الحرارة على هذا المعدل، فإن الجليد على القطبين وفي أعالي المرتفعات سيذوب ويرفع منسوب البحار وفي النهاية ستغرق الأرض. فمن هو المسؤول عن هذه الكارثة المحتملة؟

تعتبر 170 دولة مسؤولة عن أكثر من 90 % من انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة حيث ان الدول النفطية والصناعية وتعدالولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا واليابان والاتحاد الأوروبي والهند وكندا أكبر مصدر في العالم لانبعاثات الغازات فما هي الصفة المشتركة التي تجمع هذه الدول؟ إنها الصناعة، فهذه الدول جميعا لديها قطاع صناعي قوي من المنتجات النفطية والآلات وغيرها.  تعد هذه الدول حاليا مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، ولها تاريخ طويل في إنتاج الانبعاثات الصناعية يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر. حتى يومنا هذا بسبب إنتاج الكهرباء من الفحم والغاز والنفط.

أما من حيث المعدل بالنسبة لعدد السكان، فقد أورد موقع “عالمنا في بيانات” ترتيب الدول في المساهمة في التلوث حسب عدد السكان في عام 2017، وكان الترتيب: قطر، ترينيداد وتوباغو، الكويت، بروناي، البحرين وأخيرا السعودية. وهذه الدول جميعها ليست من كبرى الدول التي أسهمت بشكل فعال في تدمير الغلاف الجوي، ولكنها تعتبر لها مساهمة قوية بالنسبة لعدد سكانها بعد الطفرة النفطية، ولكن التلوث بدأ قبل ذلك بقرن على الأقل.

يلبي الوقود الأحفوري 90 في المئة من احتياجات العالم من الطاقة. ويعتبر حل مشكلة تغير المناخ يكمن في تقليل إنتاج الوقود الأحفوري (الذي يعتبر أكبر مسبب لانبعاثات غازات الدفيئة وغازاتالاحتباس الحراري) وكذلك إحلال تقنيات جديدة محل التقنيات الحالية لتوليد الطاقة المتجددة، (الطاقة المائية، الطاقة النووية،الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح).

ثمة تحديات عديدة تواجه مشروعات الطاقة المتجددة، منها مساحات الأراضي التي تحتاجها. إذ إن الاعتماد كليا على مصادر الطاقة المتجددة بدلا من الوقود الأحفوري سيتطلب مساحات شاسعة من الأراضي. ولهذا اقترحت مشروعات عديدة لمحطات الطاقة الشمسية استغلال أراض قاحلة مثل الصحراء الكبرى في أفريقيا أو صحراء الجزيرة العربية أو الصحراء على الحدود العراقية الأردنية.

في الوقت الحالي، تعد محطة “ورزازات” للطاقة الشمسية في المغرب أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم، إذ تغطي المحطة مساحة قدرها نحو 25 كيلومترا مربعا وصممت المحطة لتوفير الكهرباء لنحو مليون شخص، أي أن المغرب ستحتاج 35 مشروعا في حجم محطة ورزازات لتوفير الكهرباء لجميع سكانها.

حل مشكلة تغير المناخ يكمن في تحديث وسائل النقل عبر استخدام الكهرباء في السيارات الفردية وشاحنات المسافات الطويلة والتي تُستخدم لنقل معظم البضائع عبر العالم والقطارات والطائرات. وتقليل الانبعاثات من المصانع والحد من إزالة الغابات.

معرفة كيفية تحقيق مثل هذه الانخفاضات الكبيرة دون الإضرار بالاقتصاد يكون بالاستثمار في الطاقة المتجددة وهو أمر حيويومهم جدا.

Alaa Al Tamimiتغير المناخ في العالم وأثره على البيئة الطبيعية

Leave a Reply