Publications

COVID-19 كيف كشف الحقيقة فيروس كورونا المستجد

1

هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة وهو فيروس كروي وقطره حوالي 125 نانوميتر، وهو لا يتكاثر مثل البكتريا بل يحتاج الى خلية بشرية لكي يبدأ بالتكاثر، هذا الفيروس ظهرت أغلب حالات الإصابة به في مدينة ووهان الصينية نهاية ديسمبر ٢٠١٩م على صورة التهاب رئوي حاد  وتم التعرف عليه عن طريق التسلسل الجيني، هذا الصغير جدا والقوي في نفس الوقت اظهر عدالة فائقة حيث هاجم العالم باسره دون احترام أي حدود او أنظمة سياسية او قيم ثقافية او روابط اجتماعية وقد بدأ بالكبار قبل الصغار ضرب الصين أولا وهي قوة اقتصادية ثانية بالعالم وانتقل الى اوربا وحط أخيرا في الولايات المتحدة الامريكية وكشف ضعف والخلل الكبير بالأنظمة الصحية لهذه الدول حيث ومن فوائد هذا الصغير واقصد فيروس كورونا اظهر ان معظم الدول وخصوصا الصناعية خالية من مصانع المستلزمات الطبية البسيطة مثل الكمامات والقفازات والملابس الطبية الأخرى بل ظهرت عاملات في احدى المستشفيات في نيويورك وهم يرتدين أكياس القمامة بدلا من الصدريات الخاصة بالمستشفيات وهذا يدل ان الصحة العامة ومستلزماتها كانت ليست من أولويات لمعظم الدول . وبناءا على تقارير من منظمة الصحة العالمية فالشخص الواحد المصاب ممكن ان يعدي 2.6 شخصا اخرا في المتوسط وبعد 10 أجيال من الانتقال بين الأشخاص والتي يستغرق كل منها 5 الى 6 أيام فهذه الحالة الواحدة ممكن ان تسبب في إصابة 3500 شخص في غضون أيام وهذا ما يشهده العالم هذه الأيام، فما كان أمام صانعي القرارات بكافة الدول المعنية الا ان يقرر الحجر الصحي كي يكسر هذه واقصد دائرة العدوى المخيفة وبالطبع هذا الحجر الصحي له مضار كبيرة على الاقتصاد حيث توقعت منظمة التجارة العالمية تسجيل تراجع كبير في التجارة العالمية خلال هذه السنة، ولكن بنفس الوقت له بعض المنافع ومنها جعلت الاسرة مجتمعة ورب الاسرة قريب من البيت دائما حيث تم تعزيز العلاقات الاسرية ,وكذلك كثير من الناس بدأوا يتركون الدجل والخرافات والرموز التي اثبت الفيروس لا أهمية لهم في محاربة هذا الصغير العادل الذي رغم صغره اسكت الدجالين وابعد الناس عن العبادات المزيفة والخزعبلات الدينية واتجهوا الى العلم والى الكادر الطبي والذي كان متروكا دون اهتمام مقارنة مع  صناعات أخرى كالأسلحة  وغيرها.

من بين “الفوائد” غير المباشرة للحجر الصحي وانخفاض النشاط البشري توقفت كثير من وسائط النقل من سيارات وقطارات وسفن وطائرات ما سبب هذا الى تحسن كبير بالبيئة وتراجعت مستويات التلوث وانخفضت الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري وتحسنت جودة الهواء في 337 مدينة حول العالم بنسبة 11.4 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي ونقاء مياه مدينة فينيسيا الإيطالية وانخفاض تلوث الهواء في بكين،

بعد ان كسر هذا الفيروس الصغير غرور الدول الكبرى فعلى العالم اخذ الدروس من هذا الوباء وعلى الحكومات اجبار الصناعات في بلدانها على توفير طاقات صناعية احتياطية لتوفير المستلزمات الطبية وغيرها دون الحاجة لاستيرادها.

السؤال الكبير هنا هل سيتغير العالم بعد هذا الوباء ويكون أفضل؟ ام الطبيعة البشرية ستنسى وتعود الى الاحتكار والتنافس على حساب الإنسانية؟ الوباء أفشل استراجيات الامن القومي لكثير من البلدان، هل ستتعاون دول العالم فيما بينها لخلق نظام صحي يكفل حماية الانسان ومع مزيد من التضامن الإنساني؟ ام سنذهب الى الانغلاق؟ هل سيقضي هذا الوباء على العولمة واضعاف التحاد الأوربي وتدهور العلاقات مع الصين؟ اذن علينا الانتظار لحين عبور محنة وباء كورونا ويجب ان نكون متفائلين دائما ورب ضارة نافعة والآية الكريمة تقول (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم) حيث ان لهذا الكون قوانين ثابتة وعظيمة وله رب عظيم وانني اركن في الختام الى بعض الابيات الشعرية للأمام الشافعي التي تقول

دع المقادير تجري في أعنتها         ولا تبيتن الا خالي البال

Ahkam Al TaeeCOVID-19 كيف كشف الحقيقة فيروس كورونا المستجد

1 comment

Join the conversation

Leave a Reply